أحزنني اليأس الذي دفع صديقتي العربية إلى التفكير في الهجرة من بلدها إلى كندا بعد أن فشلت في الحصول على الجنسية لابنيها بسبب أن زوجها عربي من جنسية أخرى. ولا يسمح القانون للمرأة المتزوجة برجل من جنسية أخرى في بلدها، كما في معظم البلدان العربية، أن يحصل أبناؤها على جنسيتها التي كانت تجتهد للحصول عليها بسبب أن جنسية الزوج لا تعني أي أمان للأبناء في ظل الظروف السياسية الحالية التي تعيشها بلد الأب، والمنظورة مستقبلاً. صديقتي يبلغ عمر ابنيها الآن 12 عاما و10 أعوام.
Category / مقالات
أنسنة القوة
كانت التوصية التي وجدتها الأكثر قيمة في كتاب «مدير للمرة الأولى» للكاتبين لورين بي. بيلكر وجاري أس. توبتشيك، قبل سنوات، هي أن المدير عليه أن يكون إنساناً قبل أن يكون مديراً وأن يرسم لنفسه الصورة التي يودّ أن يرى نفسه عليها في عيون موظفيه في يومه الأخير الذي يغادر فيه المؤسسة.
ثروتنا الغزال
أكثر ما يشدّ الانتباه في باحة معبد الآداب (Temple of Literature)، الذي يعتبر أوّل جامعة أقيمت في فيتنام قبل أكثر من ألف عام لتدريس التعاليم الكونفوشيوسية، شواهد حجرية نُصبت على قواعد بشكل السلحفاة التي تعتبر حيواناً مقدساً في الثقافة الفيتنامية، وحُفر على كل منها اسم أحد العلماء الذين تتلمذوا وتخرجوا من المعبد/الجامعة ونالوا شرف الحكمة. الفيتناميون يعتبرون السلحفاة، رمز العمر الطويل ولذلك كتبوا أسماء علمائهم على السلاحف الحجرية رمزاً لتخليد أهميتهم وذكراهم.
انحراف العطاء
في تسعينات القرن الماضي علمت أن إحدى الجمعيات الدينية المحلية أنشأت لجنة وصل لكفالة أيتام شهداء فلسطينيين. فاخترت ثلاثة أطفال إخوة بعمر التاسعة والسابعة وثلاث سنوات من خلال استمارات جاهزة لأغراض التبرع، أعدتها الجمعية بصور الأطفال ومعلومات عن عائلاتهم.
لوحة الأمنيات
يبدأ ابني عامه الجديد بلوحة يكتب ويرسم عليها ما يتمنَّى أن يحقّقه خلال العام، ولبعض الأماني يلصق صوراً تعبّر عنها، ويضع لوحته تلك في المكان الذي لابد من أن يقضي بعض الوقت أمامه يوميّاً في غرفته؛ كي لا تغيب أمنياته عن عينه في زحمة وتشابك الانشغالات، وليُبقي على مغناطيس «قانون الجذب» فعّالاً، كما يقول الكاتب البرازيلي باولو كويلو في روايته المشهورة «الخيميائي»: «عندما تنوي عمل شيء، يتآمر الكون من حولك من أجلك لتحقيقه».
نهضة القراءة
الصدفة وحدها عرّفتني قبل عدة أشهر على مجموعة من القارئات النهمات. ووجدت في الانضمام إليهن وسيلة لاستعادة لياقة القراءة التي فقدتها خلال السنوات الأخيرة لصالح ملاحقة تطورات الأحداث المتسارعة والمتشابكة على مختلف الأصعدة، في محاولة لفهمها والتفاعل معها، ربما.
ممثلون في الحياة
عندما لم تر الهوليوودية الجميلة، التي اكتسبت بين ليلة وضحاها لقب أميرة وصاحبة السمو، طريق العودة من قصر مونت كارلو إلى هوليوود ممكناً، قررت العمل بنصيحة صديقها الكاهن والبقاء في موقعها أميرة لموناكو، ومواصلة التمثيل ولكن في حياتها الواقعية.
مزاج الطقس
في أمسية ضمّت تشكيلة زملاء وأصدقاء عرب من الأردن واليمن والجزائر وسورية، بعضنا التقى البعض الآخر للمرة الأولى، بدأ الحديث عن أوضاعنا العربية العصية على التغيُّر إلى ما تحبه النفس، وكم هي متشابهة الهموم التي أخذتنا شيئاً فشيئاً إلى حيث وجدت مخرجاً إلى ذلك الخيط الرفيع بين المبكي المضحك (مع الاعتذار لقائل الكلمتين التي لا نعرفهما إلا بالمضحك يأتي أولاً) فتدرّج الحديث بسقوط حواجز التعارف الأولى وصار التندّر بصفات وأمزجة الشعوب التي ننتمي إليها، والتي أصبحت تُعرف بها وتتقبلها خصوصاً إن جاءت في قالب من الفكاهة وحسن النية. وبين الشعوب التي لا يفسد دلالها وتدليلها لنفسها صوت المدافع والحروب الطويلة التي تمر بها، وبين شعوب جادة، كانت أيضاً شعوب البين بين.
في مقاومة الحقيقة
في مطلع التسعينات، عندما كنت أضع أولى خطواتي في العمل الصحفي قبل أكثر من عقدين، رفضت أن أترجم تقريراً مطولاً عن ممارسات فظيعة كانت تمارس في سجون إحدى الدول العربية التي باد نظامها فيما بعد، بحجة أني لا أحتمل أن أعيد كتابة ما اشمأزت نفسي منه في المقال باللغة العربية، فقال لي رئيس قسم الترجمة في ذلك الوقت، بلهجته السودانية الرائقة: «إذن أنت ما صحفية» واسترسل «هذه هي مهنة الشقاء والمتاعب، الصحافي الحقيقي يحبها بقدر ما تشقيه».
عدالة أم مساواة!
كنت أتصفح الإنترنت قبل أن أبدأ كتابة هذا المقال من وحي يوم المرأة البحرينية الذي أطلقته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، في 2008 واحتفت به البحرين أمس، كتبت في مربع البحث في جوجل، «العدالة في مقابل المساواة الجندرية»، فظهرت لي عناوين كثيرة بعضها مغرٍ للإبحار في محتواها الذي يحرك خلايا التفاعل النقدي معه ويفتح آفاقاً بأفكاره التي طرحها بلغة مهذبة تجعل الاختلاف معه غِنَى، بينما بعضها منفّر وصادم ولا يمكن إلا التغافل عن وجوده وإن كان من المحزن أنه ليس مجرد كلام افتراضي وإنما هو أعراف وقوانين أو لاقوانين تحكم مجتمعات بأكملها وتتحكم في مصائر أفراد وأسر كثيرة وتغيّر مجرى حياتها.
