في الدعوة للحياة بالموت

كان الطقس معتدلاً لطيفاً ومائلاً إلى البرودة، في مساء أحد أيام الأسبوع الماضي، ومحرضاً لابنتي لفتح الشبابيك بعد طول إغلاق تجنباً للحرارة والرطوبة الشديدتين خلال شهور الصيف. لم تدخل النسائم العليلة الغرفة التي أنعشتها التهوية التي طرأت عليها فحسب، وإنما، أيضاً، صوت الأذان الذي انساب شجياً مريحاً للنفس.

Continue reading →

شحّاتون أنيقون

تجلس آنكا أو اليزابيث أو دانييل، أو أي ذات اسم أجنبي آخر. ليس مهماً الاسم، المهم أن من تحمله تكون امرأة جميلة، لها مقاييس عارضات الأزياء، ترتدي بذلة توحي بالرسمية مع مبالغة واضحة في قصر التنورة وفتحة الرقبة بحيث تكشف أية انحناءة بسيطة إلى الأمام ما كان يستره القميص في وضع الجلوس الطبيعي. وإلى جانبها يجلس العضو الثاني في الفريق المكوّن غالباً من شخصين ويكون رجلاً، أيضاً أنيق، ويحمل أيضاً، مواصفات عارضي الأزياء في هيئته وهندامه.

Continue reading →

ثقافة الاستقصاء

قبل سنوات قمت بطلب عاملة منزل من أحد مكاتب الأيدي العاملة، فجاءتني عاملة اسمها «لودي» تحمل درجة البكالوريوس، وشعرت أني محظوظةٌ لأنني سأتعامل مع عاملة متعلمة وتبدو متحضرة خصوصاً أن طفليّ حينئذ كانا في المرحلة الابتدائية، ولن يجدا صعوبةً في التفاهم معها. لكن العاملة بكت في طريقنا من المكتب إلى المنزل، وقالت: إنها جاءت لتعمل في شركة وليس «خادمة» في منزل. فوعدتها أن أتحدّث مع صاحب المكتب ليصحّح وضعها. لكن صاحب المكتب الذي بدا وقد حذّرها من أن تفتح هذا الموضوع معي، قال لي بلهجة مطمئنة: «هاتيها المكتب، فهي بحاجةٍ لصفعتين كي تفهم ألا تفتح فمها مرة أخرى في هذا الشأن»، وعندما رفضت إجبارها على البقاء معي، قال إنه سيحوّلها على بيت آخر!

Continue reading →