قبل أن يصل الأميركي من أصول هندية، ديباك تشوبرا إلى البحرين، للحديث عن موضوع «مستقبل الصحة الذهنية والجسدية»، وصلتني، كعضوة في مجموعة «واتسابية»، رسالة تدعو لمقاطعة الزائر «الملحد» القادم من لوس أنجلوس. ومع الرسالة عدد من الروابط التي تبرر التحذير في هذه الرسالة، والقائم على أن تشوبرا من المؤمنين بـ«حركة المهاريشية» التي قام بتأسيسها عالم من الهند يدعى مهاريشي ماهش يوغي، وأطلق من خلالها تقنية التأمل التجاوزي القائم على علم الفيدا الهندي القديم.
Category / مقالات
تطوّع
في جمعية عمومية لأحد البنوك المحلية التجارية الكبرى، كانت منعقدة في مطلع التسعينيات، وبعد أن انتهى سكرتير مجلس الإدارة من تلاوة توصيات المجلس عن أداء البنك للفترة الماضية، ومن ضمنها تخصيص عدة آلاف من الأرباح للأعمال الخيرية، انبرى أحد المساهمين، وهو مسن ذو هيئة غير مهذبة، لولا جرأته التي بدا واضحاً أنها مسنودة بحصة من الأسهم تستوجب على الإدارة الإنصات له وباحترام، لاعتقدت أنه متطفلٌ على الحضور، قائلاً: «ومن خوّلكم لتوزيع أموالنا بحسب ما ترونه»؟ واسترسل بحدةٍ قائلاً: «وما أدرانا كيف تنفق هذه الأموال، وهل تنفق لأجل عمل الخير أم في المجاملات ورعايات المناسبات»! وطالب الإدارة بتخصيص الأرباح لكل مساهم لينفقها على أوجه الخير الأقرب إلى نفسه.
خلود
قال مفكر عربي بارز له مؤلفات عديدة، في لقاء صحافي أجريته معه قبل سنوات: «كتبي هي أبنائي الذكور». وكان المفكر الذي رُزق بذرية من البنات يعني أن كتبه كالأبناء الذكور الذين يحملون اسمه ويخلّدونه فيما بعد. ففي ثقافتنا، غالباً ما يسعد الرجل بالأبناء الذكور ويظلّ ينتظر أن يُسمّى بكنيته المنسوب إليها بابنه. وكثيرٌ من آباء البنات يفضّلون أن يكنّوا بالاسم الدارج في ارتباطه بأسمائهم في المجتمع، على أن يُكنّوا بأسماء بناتهم.
سحر العلاقات
مع تعقّد أمور الحياة وتصاعد القلق والضغط الذي لم يستثن أحداً، سواء المقيمين في قلب مناطق النزاعات والحروب أو في أماكن قصية عنها في العالم المتحضر الآمن نسبياً، يزداد البحث عن سبلٍ لتخفيف هذا القلق وتنفيس الضغط، فانتشرت دروس ومحاضرات تطوير النفس والتفكير الإيجابي والتأمل للتعامل مع الحياة الصعبة. كما وجدت ثقافة الروحانيات الآسيوية طريقها سريعاً ومعبّداً إلى النفوس القلقة والراغبة في الوصفة السحرية التي تخلصها من القلق واليأس، وتمدّ في نظرتها للمستقبل كي تتمكّن من خلق الأمل الذي يأخذ بيدها إلى صنع عالم أفضل.
قمع الفرح
قبل يومين «احتفلت» أسر كثيرة في الوطن العربي بيوم الأم، ويسميه البعض عيد الأم. وتختلف الروايات في أصل هذا اليوم ففي موقع «ويكيبيديا» الذي يضم معلومات قابلة للتعديل ذُكر أن امرأة أميركية تدعى أنا جارفيس احتفلت أول مرة في 1908 بذكرى والدتها، لكن في مكان آخر تشير المعلومات المتوافرة إلى أن هناك من سبقها لذلك في 1870؛ لكن لم يتمكن من خلق المكانة التي يتذكره بها «المحتفلون» أو «المتذكرون».
المرض الهولندي
~في العام 1977، أطلقت مجلة «الإيكونومست» مسمّى «المرض الهولندي»، على الظاهرة التي أصابت الاقتصاد الهولندي بسبب سوء الإدارة للثروة المفاجئة التي تدفقت عليه بعد اكتشاف حقول ضخمة من الغاز الطبيعي في بحر الشمال في مطلع ستينيات القرن الماضي. وكان الاقتصاد الهولندي قد شهد ازدهاراً كبيراً بعد اكتشاف تلك الحقول مما ولّد ثروة ضخمة من التدفقات الخارجية إلى الداخل والتي أدت بدورها إلى ارتفاع قيمة الجلدر الهولندي فارتفعت أسعار الصادرات من القطاعات غير النفطية، أو الصناعات التحويلية بشكل خاص، وانخفضت تنافسيتها فأصبح الاعتماد الأساس على مداخيل الثروة الجديدة. كما ولّد الارتفاع الكبير والمفاجئ في الدخل سلوكاً استهلاكياً، وحتى على صعيد الدولة التي رفعت إنفاقها على برامج الرفاه الاجتماعي عانت فيما بعد من صعوبة التراجع بعد انحسار المداخيل الاستثنائية.
المرأة وعبور على الشظايا
بعد سلسلة من شكاوى نسائية بعدم حصولهن على التقدير في العمل؛ بل ومحاربتهن أحياناً مما يعيق تقدمهن، في ملتقى بمناسبة يوم المرأة البحرينية، وقف أحد رؤساء الشركات من المدعوين قائلاً: «لن يتغيّر شيء مادامت المرأة تتحدث إلى المرأة في الملتقيات المغلقة»، مشيراً إلى أن المرأة تناقش قضاياها وتشتكي ظلم الرجل لها في منتديات نسائية مغلقة وتخرج بالتوصيات التي يتلقاها الرجل من دون معرفة أساسها الذي بنيت عليه! داعياً إلى إشراك الرجال دائمًا في المنتديات التي تستعرض فيها المرأة همومها وتطلعاتها لتوعية الرجل بها؛ كي يساعدها على تجاوز هذه المشكلات ودعمها في تحقيق ما تتطلع إليه في المواقع المختلفة.
الوقت الضائع
كان يستغرقني ما بين 10 إلى 15 دقيقة للوصول من بيتي في مدينة حمد إلى عملي في ضاحية السيف. وشيئاً فشيئاً وجدت الطريق تستغرقني وقتاً أطول يتراوح ما بين 45 دقيقة وساعة. وبالتالي عليّ أن أضبط المنبه على وقت أكثر تبكيراً لأصل إلى العمل في الوقت المحدد. ولأن الشارع يسلكه موظفون وجهاتهم متعددة وطلبة أيضاً مدارسهم في أماكن مختلفة فلم تعد الدقائق الإضافية التي أخصمها من وقت النوم لأبكّر بالخروج إلى الشارع تكفي لأصل إلى عملي في الوقت المحدد، فالتوقيت المعدل أصبح يصادف خروج الطلبة إلى المدارس، وبالتالي أتعطل في الشارع أكثر وقد يتصادف توقيتي المعدّل مع توقيت موظفين عدّلوا مثلي مواعيد خروجهم للعمل بناء على ما تعرضوا له من تأخير.
السعادة بعين ماسلو
في برنامج تلفزيوني أميركي، شاهدته قبل سنوات، عن رؤية الأم لتربية أبنائها والهدف من التربية، تم توجيه سؤال بشكل عشوائي إلى أمهات حديثات العهد بالأمومة من مختلف الفئات الاجتماعية، تحدثت الأمهات عن توفير الغذاء الصحي والجيد وتعليم الأطفال المحبة والمشاركة، وتوفير وسائل التسلية والاستمتاع، واللطف في التقويم بدل القسوة، فيما قالت إحدى الأمهات إنها تريد لأبنائها أن يكونوا أفضل منها في الحياة وستترك لهم «سقف الصندوق» مفتوحاً لهم ليفكّروا كيفما شاؤوا في الأشياء غير الاعتيادية.
تعايش التفوق
في ثمانينات القرن الماضي، سرَّب لي أحد أعضاء لجنة البعثات في وزارة التربية والتعليم أنني كنت، حتى يوم اختيار المبعوثين، المتقدمة الوحيدة لبعثة ماجستير الاقتصاد التي تقدمها الوزارة ضمن بعثاتها السنوية. لكني فوجئت بعد انتهاء الاجتماع أنه تم اختيار شخص آخر بمعدل دراسي أقل. ونقل لي عضو اللجنة أن مسئولاً في الوزارة وفي اللجنة رشّح الاسم الجديد وعندما ذُكّر بأن هذا مخالف لنظام توقيت استلام الطلبات ومعايير الاختيار قال: «على الأقل هذا رجل سيتعلم ويعمل عندما يعود بينما هي بنت وقد يكون مصيرها أن تكون ربة بيت». وبذلك كان حرماني من البعثة أوّل خيبة من التمييز ضدي بسبب الجنس.
