يصعُب تخيّل كيف كنا نسيّر حياتنا قبل أن يصبح الهاتف النقال متاحاً، وقبل أن يكون في يدنا مفاتيح الشبكة المعلوماتية الالكترونية لنصل من خلالها إلى ما نريد من المعلومات وننجز من المعاملات، ونشتري، ونبيع، ونختصر المسافات الزمنية والجغرافية إلى مجرد «ضغطة زر»، فتأتي الأزمنة والأمكنة وكذلك الأشخاص، إلينا عبر الشاشات.
Category / مقالات
لغة الخطاب
كان ومازال لـ«آمين» الجماعية التي تنطلق في خشوعٍ من حناجر المصلين في المسجد الصغير بحيّ الفاضل في المنامة، وقع السلام والطمأنينة والانتماء في قلبي، استلّها بدون جهدٍ من ذاكرتي كلما اشتقت لذلك الشعور. كنت، حينها، لاأزال طفلةً لم أكمل العاشرة، وكنت البنت الوحيدة بين أقربائي وجيراننا الأولاد، من بين الأولاد أيضاً كان جارنا (الهندي) دليب ذو الشعر الكثيف والنقطة الحمراء التي تزيّن بها والدته جبينه في بعض المناسبات. أحياناً نلحق جميعاً بجدّي وهو ذاهبٌ للصلاة في المسجد فيصطفّ الجميع، وأجلس بانتظارهم في جانبٍ من باحة المسجد الصغيرة. وأحياناً كان جدّي يشفق عليّ فيدعوني بحنو عفوي، بعد اكتمال الصفوف لأقف بجانبه، بينما دليب يصطف مع المصلين.
حول كلمة الشعب… العالم يضبط إيقاعه
سيوفّر النموذج البريطاني، في الانسحاب من عضويَّة الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاماً، تجربة حيَّة لكيفيَّة إدارة الحكومة لتوقُّعات شعوبها، حتى وإن كانت هذه التوقُّعات تسير في اتجاه معاكس لما تراه هذه الحكومات، ولرؤيتها وخططها التي وضعتها لكنها لن ترى النور.
«هلا لوين»
في 2011، حينما كان الوطن العربي، في أجزاء كبيرة منه يغلي في أرضه بأوضاع مزمنة عصية على التغيير، وتتلون سماؤه بأطياف الأمنيات بمستقبل أفضل، وضعت المخرجة اللبنانية، نادين لبكي، يدها على أصل الداء في فيلمها «هلا لوين».
في قبضة الضمير الذاتي
في حكاية قديمة روتها لي جدّتي، كانت سيدات فقيرات في الحي الذي تسكن فيه، وبسبب الحاجة، يضحين بغذاء أطفالهن لإرضاع أطفال أسر ميسورة، من أجل مقدار ضئيل من المال، وأحياناً ببقايا سفرة غداء تلك الأسر.
علاقات روبوتية!
أطلعني أحد الأصدقاء على مخطوطة رواية يكتب حالياً فصولها الأخيرة. وتدور أحداثها حول علاقة إنسان بروبوت، هو عبارة عن امرأة تتمتع بمقاييس الكمال كما يراها بطل الرواية ويتمناها. هذه المرأة الروبوتية، وصلته كهديةٍ من صديقه الكوري، مبرمجة لتسافر وحدها وتعرف طريقها إلى مكتبه في إحدى الدول العربية، وتطرق بابه ليبدأ البطل الأرمل فصلاً جديداً من حياته مع امرأة فاتنة الجمال، تلبي كل طلباته ورغباته بدقة بالغة، لا تفارقها الابتسامة، ولا تتعب، ولا تغضب، ولا تملّ وهي تفعل كل ما يحب وتتجنب ما يكره، فهي لا تحمل أية أحاسيس، لكنها بخلاف البشر، لا تتذوق الأكل ولا تحتاجه فطاقتها تستمدها من البطارية والطاقة الشمسية.
الرشد الرقمي… وغيره
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أخفقت دول الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على سياسة موحّدة بشأن الحد الأدنى للسن القانونية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالـ»فيس بوك» و»تويتر» و»سناب تشات» و»انستغرام» وغيرها. وكان المقترح الذي ناقشته لجنة الشئون الداخلية والحريات المدنية بالبرلمان الأوروبي، في ذلك الوقت، يدعو لرفع السن القانونية لاستخدام هذه المواقع من 13 إلى 16 عاماً. كما كان سيحظر استخدام البيانات الشخصية للمستخدمين ممن هم دون 16 عاماً من قبل هذه المواقع، إلا أن فشل الاتفاق ترك لكل دولة الحرية في تحديد الحد الأدنى المناسب لاستخدام هذه المواقع إلى ما بين 13 و16 عاماً، على أن يتم إعادة مناقشة الأمر مرةً أخرى في وقت لاحق.
ثقافة النزاهة
قبل سنوات أثار استغراب الكثيرين، خبرٌ نشرته الصحف عن موظف خليجي اقتطع عدة آلاف من مكافأة نهاية الخدمة التي حصل عليها عند تقاعده عن العمل بعد سنوات عمل طويلة وأعادها لمؤسسته. وفسّر هذا الموظف المتقاعد تصرفه الغريب بأنه من أجل «تنقية ذمته» من أية أموال قد يكون استغلها دون قصد، ودون حقّ له فيها، وفي أي صورة كانت أثناء عمله في هذه المؤسسة. وكان يقصد بذلك قيامه باتصالات شخصية من هاتف المكتب، أو استخدام أوراق وأقلام وأجهزة المؤسسة، أو ربما وقت المؤسسة الذي يتقاضى لقاءه أجره، في إنجاز أعمال خاصة به.
إنجازاتهم ورؤيتنا
وصلني فيلم فيديو قصير، تم تداوله بكثافة الأسبوع الماضي، عن التعليم في فنلندا وكيف عقدت الحكومة فيها العزم على رفع المستوى التعليمي فيها خلال الفترة من 1960 حتى 2000 لتقفز إلى المستوى الأول. وفي الفيلم أجرى المخرج الأميركي مايكل مور لقاءات مع تربويين من مدارس فنلندية، قالوا إن ساعات الدراسة اختُصرت إلى 3 إلى 4 ساعات يومياً شاملةً لساعة الغداء، بحيث لا يزيد عدد ساعات الدراسة أسبوعياً عن 20 ساعة.
أزمة ثقة
لا يوازي موضوع قصف حلب والمآسي الإنسانية التي يعاني منها سكاَنها في الأهمية، محلياً، سوى التكهنات التي تدور حول إعادة تنظيم مزايا التقاعد الحالية، وذلك لسببٍ أصبح المسئولون يتحدثون عنه بشكل متكرر، وهو إمكانية حمل المستقبل لتحدياته لمؤسسة التقاعد، وإذا ما تواصلت المزايا على ما هي عليه فقد يصعب على هذه المؤسسة أن تفي بالتزاماتها المستقبلية تجاه المتقاعدين.
