بعث لي أحد الأصدقاء مقطع فيديو لسيّدات مسنّات أجنبيات تحكي كلٌّ منهن عن ماذا ستفعل لو عاد الزمن بها إلى الوراء، قالت إحداهن: «سأمدُّ في قبلة المساء لأطفالي بدلاً من التوبيخ، وحثهم على النوم بسرعة ليستيقظوا مبكرين في اليوم التالي»، وبحسرة مشابهة قالت سيّدة «أتمنى لو أطلت احتضاني لأطفالي أكثر قبل أن يكبروا على الاحتضان». أخرى قالت لو «عاد الزمن وتوافرت كل هذه التكنولوجيا لكان عالماً من المتعة». ووجدت إحداهن أن العودة إلى الماضي في هذا الوقت سيكون فيه الكثير من التحدي والضغط لتعاود كونها أمًّا مثالية، وزوجة مثالية وصديقة مثالية، فيما غضّنت إحداهن وجهها بأسى قائلة: «لو عاد الزمن سأتحرّر من قائمة ما عليَّ فعله، وإنما سأحضّر عوضاً عن ذلك قائمة بالأشياء التي لن أفعلها».
Category / مقالات
سيتذكر لنا التاريخ
أكاد لا أتذكر آخر مرة استمعت فيها لنشرة أخبار لا يكون مطلعها مصرع أو مقتل أو تفجير أو غرق لا علاقة له بالعرب والمسلمين، حتى قررت أن أتوقف عن الاستماع لنشرة أخبار هيئة الإذاعة البريطانية التي اعتدت افتتاح يومي بها كل صباح في طريقي إلى العمل. لكني أعرف تماماً أن إغلاق الأذن وتغطية العيون لن يُصلح شيئاً من حال عالمنا المختلة موازينه، ولن يوقف جنون الموت والدمار الذي أخذ أشكالاً متعددة، على أيدي المتذرعين بحماية الأديان والأنظمة والشعوب. ويتواصل القلق لكوننا لسنا بمعزل عن هذه النيران المشتعلة، فأسبابها لم تعد كامنة تحت السطح بل أطلت برأسها القبيح، وطالت رقبتها وقصر نظرها حتى لم تعد ترى أبعد من أنفها، كما قالت الأمثال عن من لا يمتلك نظرة بعيدة للأمور.
القبض على السعادة
«نحن نحب الماضي؛ لأنه ذهب ولو عاد لكرهناه»، عبارة علقت في ذاكرتي منذ قرأتها في السبعينات ولم أكن أعرف أنها تنسب إلى أدولف هتلر. علقت ربما لأنني أتعلّق بكلِّ مَن، وما يروق لي من الأشخاص والأمكنة والأشياء إلى درجة أنني انتبهت أنني أنفق طاقة في الأسف والحزن ريثما أعبر الأزمنة والأمكنة، وأعتاد مفارقة من يتعلق بهم قلبي في أي من محطات الحياة.
قائمتنا المقلقة
لم يتفوق على الشكوى من أحوال الطقس، بعد أن سجلت درجات الحرارة ارتفاعات قياسية في دول الخليج خلال الأيام الماضية، ببقائها فوق الأربعين درجة مئوية معظم ساعات النهار، سوى ارتفاع أسعار السمك.
بين الإنسانية والعقيدة
تمكنت مونِّي أو «الطفلة الصغيرة» من قلب الشاب الهندوسي البسيط باوان، قبل أن يعرف أي شيء عن هويتها أو دينها أو بلدها. طيبته الفطرية حسمت قراره بالمسئولية عن حمايتها وإعادتها إلى أهلها، وكل ما يعرفه عنها أنها طفلة جميلة تائهة عن ذويها ولديها إعاقة في القدرة على الكلام.
هل نيأس؟
أمران جعلا من الأسبوع الماضي أسبوعاً حزيناً في أيامه، كريهاً في نهايته. الأول خاص، إذ تتالت أخبار وفيات «الفجأة» في محيطي. ففي مطلع الأسبوع توفيت زوجة أحد الزملاء، ثم ابن شقيق زميل عمل، شاب في الثلاثين من العمر لينتهي الأسبوع بوفاة الإعلامي السعودي ذي الحضور المختلف، سعود الدوسري.
مذاهب السفر
قيل قديما: تغرّب عن الأوطان تكتسب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هـمٍّ واكتسـاب معيشة وعلم وآداب وصحبـة مـاجد.
من بين 5 فوائد للسفر رآها الإمام الشافعي قبل عدة قرون عندما قال هذه الأبيات، 4 منها -عدا الثاني- يمكن تحقيقها
هوشي منه
لم تمنع درجة الحرارة التي يؤشر مقياسها إلى 38 درجة مئوية من اصطفاف المئات في طابور طويل لزيارة ضريح الزعيم الفيتنامي هوشي منه في العاصمة هانوي شمال فيتنام.
مشاعر معلّبة
حتى ليلة العيد غصّ هاتفي بـ 340 رسالة وصلتني عن طريق «الواتس أب» من أصدقاء ومعارف من البحرين ودول الخليج ودول عربية، تهنّيء بالعيد أو ترد على تهنئة بعثتها سابقاً.
انتهاك
قبل خمسة عشر عاماً، كانت صور الضحايا، أكثر ما آلمني في حادثة طيران الخليج، التي قضى بسقوطها قبالة ساحل المحرق، 143 مسافراً كانوا قادمين من مصر.
