أسر مابعد الطفرة

«ارتفعت أسعار النفط، وهو وقود التنمية، فتولّدت الوظائف في سوق العمل، فوجدت المرأة فرصتها للعمل، فاحتاجت من يساعدها في الاهتمام بأطفالها والأعمال المنزلية في أثناء وجودها خارج المنزل، ولم يكن عدد العاملات المحليات القليل، يلبّي الطلب المتسارع على هذه الفئة من العمالة، فتمت الاستعانة بالعاملات المهاجرات من الخارج وغالبيتهن من دول آسيوية وحديثاً أفريقية».

Continue reading →

بعيون الأمهات

من أصعب الأوقات التي مررت بها، وداع ابني البكر خالد عند باب السكن الجامعي في استراليا، وهو لم يتم الثامنة عشرة بعد. لا أعرف كيف مرّ الوقت بعدها، وكيف أمضيت الساعة التي كان يستغرقها الطريق إلى المطار، وكيف مرّت الساعات الطويلة التي تفصلني عنه براً وبحراً وجواً والتي كلما امتدت، بعدت المسافة وازداد الضغط على قلبي. Continue reading →

في حذاء عمال المنازل

في مسألة العلاقة بين عمال المنازل وأرباب عملهم، أصحاب الأسر التي يعملون لديها لا تنتهي مقاومة الكثير من هذه الأسر لترقية هذه الفئة في نظرها إلى مصاف البشر الذين يتساوون في التوق للعيش بكرامة. وما قطع هؤلاء آلاف الأميال وتركوا أهلهم وبيوتهم وانسحبوا من مشاهد الحياة اليومية مع أحبابهم بحلوها ومرها، لأعوام قد تمتد العمر كله، إلا من أجل صيانة كرامتهم هذه، وكرامة من يحبون من العوز بما يكسبونه.

Continue reading →

مخالفات التفاصيل

فوجئ زميل لي في العمل بتغريمه ما قيمته 525 ديناراً بحرينياً عن مخالفات مرورية مكررة قام بها خلال الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي 2016 وحتى فبراير/ شباط هذا العام 2017، بالإضافة إلى 3 مخالفات تم تحويلها إلى المحكمة لا يعلم حتى الآن كم قيمتها. علم الزميل بالمخالفات عندما قام بتحميل تطبيق التأكد من المخالفات. اعترف هذا الزميل بخطئه في استمراره في قيادة سيارته بالسرعة نفسها التي اعتاد عليها قبل فرض الحدود القصوى الجديدة التي حددتها الإدارة العامة للمرور حديثاً بناءً على خبرتها في السرعة المثالية لشوارع البحرين المختلفة، وذلك لاعتقاده أن إدارة المرور لا تنوي التدقيق كثيراً في السرعة مادام لم يحصل على مخالفة جراء ذلك.

Continue reading →

تعليم الطفل… خط أحمر

في السبعينات، وربما ما قبلها، كان هناك معياران للقبول في الصف الأول الابتدائي، الأول هو لف الذراع اليمنى على الرأس من الأعلى فإذا لمست أصابع اليد الأذن اليسرى، يتقدّم الطالب المستجد للمعيار الثاني وهو أن يحتوي فكاه على ما مجموعه واحد وعشرون سناً، بعدها يصبح الطالب أو الطالبة مؤهلين لبدء مسيرتهما التعليمية. Continue reading →

أن نغرق في “شبر ميّه”

في كل مرة تتساقط علينا الأمطار نستبشر بها فرحاً ونربط أحداثنا في وقت تساقطها بالفأل الحسن لارتباط المطر بالخير والبشرى، وما أن نخرج للشوارع حتى تغرق سياراتنا في المياه المتجمعة، ونبدأ بالشكوى من الضرر الذي يتسبب فيه للسيارات، كما يشتكي الناس من أعطال الكهرباء الناتجة عن تسربات المياه. البعض تتسرب مياه الأمطار من سقوفهم متسببةً بأضرار لا حصر لها للأثاث ومحتويات المنازل.

Continue reading →

كي لا نحاور أنفسنا

في أحد المؤتمرات النسائية التي نُظمت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حيث غلب الحضور النسائي على الرجالي، وكان القلة المتواجدون من المسئولين في المؤسسات العامة والخاصة قد أتوا تلبية للدعوة والمجاملة، حتى بدا شكلهم غريباً بعض الشيء وسط الحضور النسائي الكثيف، تحدثت عدد من الحاضرات عن المصاعب التي تتعرض لها النساء في مسيرتهن المهنية، والتي تستنفد طاقتهن وتعيقهن عن التقدم، والأعباء الملقاة على عواتقهن كنساء عاملات وزوجات وأمهات يطمحن لتحقيق القيمة من وجودهن في الحياة وفي المجتمع كالرجل تماماً.

Continue reading →

كي لا نهدر طعم “الساقو” اللذيذ

في أحد الصباحات الشتوية فاجأتنا إحدى الصديقات بطبق ساخن من الساقو (طبق حلاوة شعبي مصنوع من حبيبات النشا والسكر والهيل والزعفران ويزين عادة بالجوز). إحدى الحاضرات سبقت الجميع إلى اللقمة الأولى، وأغلقت عينيها وهي تمضغ هذه اللقمة بهدوء كمن يستمتع باللحظة، وعندما أطالت، سألتها صاحبة الطبق متوجسة، ما رأيك؟ فقالت: «لا أصدق أن الطبق متكامل الطعم والشكل»، واسترسلت ضاحكة: «لابد أن في الطبق خللاً ما ربما كمية الجوز قليلة وربما السكر، سأكتشفه بدون شك بعد اللقمة الثانية!».

Continue reading →

القفز على الإعاقة

أم محمود، هي امرأة عربية زوجة للاجئ عربي أيضاً، لاجئان إلى برلين منذ أن بدأت حياتهما الزوجية، شاءت الأقدار أن يأتي طفلها الثاني، والولد الوحيد في العائلة التي تضم أيضاً ثلاث أخوات، بمشكلة صحية في القلب جعلته يبقى تحت العناية المكثفة في المستشفى شهوراً بعد ولادته، ثم بدأت حالته تتحسن وأصبح يتغذى بالأنبوب عن طريق الأنف.

Continue reading →